حطِّم الأقلام، مزِّق الصفحات، لا تكن بعدَّة ألوان، امْلِك قلمًا، اجعل من دمِكَ ودموعك حبرًا، ترسم فيه إنجازاتك وخُطواتك، في نهضة هذه الأمة، فيا صاحب الهمَّة، قُم ولا تَنم، انْتفِض ولا تَركَن، عزُّ الإسلام يُنادي فهل من مُلبٍّ.
أنصفْ نفسك بأنْ تُعطِيَها روح الحياة؛ بأنْ تكون مِدادًا لإنارة نبْراس هذا الدين مِثل البدر في قلب السماء.
يا ليتنا نُناظِر لوحة تاريخنا المضي،ء ومَجدِنا العريق، منذ أنْ أَشرَق نور المصطفى حين بَدَأ بِجولة لَيقشعَ ظلمات الجاهليَّة، فلم يجد إلا الصِّديق صاحب الهمَّة العالية، كانت تُطعِمه فاطمة، كانت سنده أمّنا خديجة، كان حبيبنا في نُفرة عظيمة دائمًا على الزيارة، يَنثُر بلورًا من اللؤلؤ؛ حتى تحيا الأمةُ؛ بل لتَنجوَ البشريَّة.
علي - رضي الله عنه - فدى المصطفى حين هاجَر، فهل لك يا أخي عن الذنوب أنْ تُهاجر وألا تُجاهر، أمُّنا عائشة فاضتْ لنا بحرًا من العلم رَوى كلَّ عطشان يَحنُّ لطيبِ نبْع هذا الدين.
الصحابة الغُرُّ الميامين حمَلوا هذه الأمانة، فكانت خِلافة لا تَغيبُ عنها الشمسُ، فهل لعزيمتِكَ يا بن الإسلام أنْ تُحطِّم القيود، أنْ تَهدِم جبالَ الجهل، أنْ تقلع تلك الحدود، اجعل عطاءك يَتمدَّد لِيغمُر البلاد، ويُحيي العباد.
استَحضِر الوعدَ والوعيد؛ حتى تكون من الصَّفوة التي تَنال رضا المَلِك الودود ذي العرش المجيد.
لتكنْ لك دعوةٌ ودمعة، صَوْلة وجولة، كلمة وخُطوة، صدْق وعزيمة؛ لتُحشرَ مع المصطفى، أليس هذا المبتغى؟ لترى مَجد هذه الأمة، وهذا ما نَتمنَّى، لنشرب من حوض الكوثر، ونَنَعم بشفاعة النبي المختار، ومُرافَقة الصحابة الأخيار، حتى تَضع اسمكَ مع الشهداء الأبرار في الفردوس الأعلى.
ربَّنا، أنت تَعلَم ما نتمنَّى، فلا تَحرِمنا بسوء ما عندنا وما فعَل السفهاء منَّا، وانصرنا ولا تَجعل لعدوِّنا سبيلاً، وكن لنا مُعينًا واغفر لنا.
إلهَنا، ارحمنا يا من رحمتك سبَقتْ غضبَكَ، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّكَ مُحمَّد - .