حدثني من حضر القصة قال: كنت في المسجد أنتظر صلاة المغرب أقيمت الصلاة وصلينا، وبعد ذلك نظرت إلى الخلف حيث لفت نظري شاب ذا شعر طويل ويلبس البنطال " الجينز الضيق " وقد فاتته ركعة من الصلاة.
وبينا أنا كذلك إذ برجل كبير السن ينظر إلى الشاب ويتكلم مخاطباً الإمام بلهجته العامية: " يا شيخ وش رأيك في اللي يدخلون المسجد يظن أنه داخل سينما ما هو بداخل مسجد ".
رأيت الشاب وهو يتصبب عرقه من جبينه ويسرع صلاته ثم خرج من المسجد مسرعاً.
بعد ذلك تحدث الإمام وماذا قال؟! هل تظن أنه وجه نصيحة للشباب أم تظنه زجر ذلك الشاب أو دعا عليه، لا والله لقد قال ذلك الإمام الحكيم:
والله أني لأشد سعادةً اليوم يوم رأيت هذا الشاب الذي جاء إلى المسجد متطهراً يريد ما عند الله، وما جاء إلا وهو فيه خير كثير، ثم أخذ يدعو له ويوجه من في المسجد بضرورة احتواء الشباب بدلاً من التنفير.
بعد فترة من الزمن جاء ذلك الشاب وقد لبس الثوب وقص شعره وصلى خلف الإمام ثم سلم عليه وقال: هل عرفتني؟! قال الإمام: لا. قال: أنا ذلك الشاب الذي كان يلبس الجينز الضيق ووالله لأني سعيد جداً لملاقاتك.
ثم قال: ذلك اليوم خرجت من المسجد بعد أن تكلم عليّ ذلك الرجل كبير السن وذهبت قريباً من المسجد، وظننت أنك لما أخذت الميكرفون وتحدثت أنك تدعو علي أو تسب أو تحذر.
ولما سمعت تلك الكلمات أثرت فيّ فتركت ذلك التشبه السيء وتبت إلى الله فجزاك الله خيراً.
قلت: هذه هي أخلاق نبينا صلى الله عليه وسلم لم يكن معنفاً بل بعث مبشراً وهو القائل: ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه )