مدخل .,,’’ }
ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي
هُدِيَ المُحِب ُّلها وضَلَّ الشَّانِي
إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِه
ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِي
يا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ
فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِي
إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ
بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِي
وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّه
فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي
مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي
فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي
في سيرة حبيبة حبيب الله المبرأة :
من اليسير أن تقتطف زهرة وحيدة في أرض مقفرة ولكن من العسير أن تقتطف زهرة في حديقة غنّاء وافرة الزهور فمن العسير أن نختار من أولئك الصفوة الذين ظفروا بصحبة خير البشر عليه السلام ولكن عندما نريد الحديث عن شخصية معينة من أولئك الصفوة ..سنتحدث بعض الشيء فلا نستطيع أن نجمع سيرتها ومناقبها في هذه الحروف ولكننا سنقتطف من حياتها العطرة إنها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها لأننا نعيش في زمن تطاول فيه السفهاء والظالمين ..الطيب لا يحب إلا طيباً لقد حبها عليه السلام حباً كبيراً وجعل حبها بعد حب والدها :عن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال (أحب الناس إلي عائشة ومن الرجال أبوها) رواه البخاري.ولدت في الإسلام فبذرتها طيبة ونشأتها صادقة فقد نشأت بعد بعث النبي عليه السلام وبعد إسلام أبويها أبو بكر الصديق وأم رومان رضي الله عنهما وأرضاهما وتولى تربيتها صديق الأمة الأكبر ثم يتولى تربيتها رسولنا الكريم ليربي الأمة خاصة والبشرية عامة ..رأها
قبل أن يتزوجها عليه السلام في المنام أنها زوجه قال عليه السلام ( أُريتكِ مرتين أو ثلاثاً جاء بك الملك
في سرقة من حرير فأكشف عن وجهك فإذا أنتِ فأقل :إن يكن هذا من عند الله يمضه ) فتزوجها عليه السلام
بعد الهجرة وهي في التاسعة ..
يخالجه السرور عليه السلام في يوم عائشة رضي الله عنها فكان الصحابة رضوان الله عليهم يتحرون يوم عائشة ليهدوه وما هذا إلا أن لها قبولاً أسرياً جميلاً في قلبه عليه السلام ولقد أعرض عن أم سلمه لما استفهمته عن ذلك تقول أم سلمه رضي الله عنها كلمته عن ذلك ثلاثاُ فقال عليه السلام : (لا تؤذيني في عائشة فوالله ما أنزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن إلا في لحاف عائشة ) إنها منقبة كبيرة جداً لهذه الصديقة رضي الله عنها وأرسلن أمهات المؤمنين فاطمة رضي الله عنها إلى الرسول عليه السلام والحديث في البخاري تقول له يا رسول الله إن نساءك أرسلنني يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة قال : يا فاطمة أتحبينني . قالت : نعم يا رسول الله .قال عليه السلام بعد أن التفت إلى عائشة : فأحبي هذه ..كان عليه السلام يعرف فيها الرضى والغضب عنه ومنه وكان يعرف ذلك بقولها ورب محمد في الرضى أو ورب إبراهيم في الغضب فلما سمعته فقالت والله لا أهجر إلا اسمك يا رسول الله .وإلا فأنت في القلب ..ما أجمل هذه الحياة التي ظلل سماءها الحب يا العظمة هذه الأقوال التي لم ينكرها الحبيب عليه السلام على حبيبته رضي الله عنها ..
حب طاهر وخالد في أسمى المعاني وأطهر المكانات ..وكان يداعبها ، فعنها قالت : ( والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي ، والحبشة يلعبون بالحراب ، ورسول الله صلى الله علي وسلم يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه ، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف ) رواه الإمام أحمد ويكفي أمنّا رضي الله عنها هذا الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع، مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد
وفاطمة بنت محمد ، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) .ومن أعظم مناقبها أن ينزل الله سبحانه وتعالى براءتها من فوق سبع سماوات من حادثة الإفك .إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختر أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها – من بين نسائه ليقضي عندها تلك السويعات التي بقيت له في الدنيا لحمقها وقلة عقلها ، بل اختارها صلى الله عليه وسلم لفقهها ، وعلمها ، وحبه لها ، رضوان الله عليها.وهذا الفضل العظيم الذي خص الله - سبحانه وتعالى - به أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – جعل الإمام البخاري يخرّج بعض أحاديث مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته في باب فضل عائشة – رضي الله عنها – وكذلك فعل الإمام مسلم في صحيحه ، وهذا من فقههما ودقة فهمهما ، رحمهما الله.
إعداد :
مبدعون الأسرة : جالكسي , ظلال فتاة , جار القمر
حادثة الإفك و براءة حبيبة حبيب الله المبرأة:
الإفك هو الكذب , قال تعالى : ( إنَّ الَّذِينَ جَاؤُو بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ) وفي القرآن الإفك المبين أي الظاهر الصريح , والإفك القديم في سورة الأحقاف أي المتمكن من الراسخ في الإنسان .
حدث ذلك في السنة السادسة للهجرة عندما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتأهب لغزو بني المصطلق فأقرع النبي صلى الله عليه وسلم بين نسائه على عادته فخرج سهم عائشة رضي الله عنها وانطلقت في صحبته وكان عمرها يومئذ 12 سنه - ولم يكن فيها ما يجذب الرجال إلى النساء ويفتنهم وهذا رد على كل كذاب يتهكم بأم المؤمنين – وفي أثناء عودته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة منتصراً أناخ العسكر فباتوا بعض الليل ثم أُذِّن فيهم بالرحيل , فارتحلوا ولم يخطر ببال أحدهم أن عائشة رضي الله عنها قد تخلفت حيث أناخوا وعندما وصلوا للمدينة وأُنزلَ الهودج في رفق فإذا أم المؤمنين ليست فيه , وكان من عادة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجعل صفوان بن المعطل السلمي رضي الله عنه يستدرك ما فات المسلمون أثناء رحيلهم فلمح صفوان رضي الله عنه عائشة رضي الله عنها من بعيد وكان يعرفها قبل الحجاب فلما أحست به أرخت حجابها فتقدم إليها وأناخ راحلته فركبت عائشة رضي الله عنها وتقدم يقود الراحلة حتى وصلوا إلى المدينة فبدأ القوم من المنافقين وعلى رأسهم عبد الله بي أبيّ بن سلوم – رأس المنافقين- ينسجون الأقاويل حول الحادثة وهدفهم فيه ذلك تنفيس حقدهم على الرسول صلى الله عليه وسلم وانتقل حديث الإفك من دار ابن سلوم إلى أحياء المدينة وردده ناس من المسلمين حتى بلغ الحديث أُذُني الرسول صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه و كانت عائشة رضي الله عنها في ذلك الوقت معتله فكتم النبي صلى الله عليه وسلم عنها الخبر وأبوها رضي الله عنه حتى خرجت ذات مرة لحاجتها مع امرأة تسمى ( أم مِسطح ) فأخبرتها المرأة بما تناقله الناس عنها فرجعت إلى منز ل أبيها وهي تبكي حتى لم يكن يرقأ لها دمع , ولم تكن تكتحل بنوم . حتى انبرت عليهم بالحجة الدامغة , والبرهان الساطع , وبقوة الإيمان , وبراعة البيان حين قالت : " والله لقد عرفت أنكم قد سمعتم بهذا حتى استقر في نفوسكم وصدقتم به فإن قلت لكم أني بريئة والله يعلم أني بريئة لا تصدقوني ولئن أعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقوني وإني والله ما أجد لي ولكم مثلا إلا كما قال أبو يوسف : " فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ"
كانت رضي الله عنها قمة من القمم في العبادة والاحتهاد والزهد فقد كان معلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكانت صلاتها دعاءً وبكاءً , فكيف لمن كان لها حسبها ونسبها , وعلمها و أدبها , أن تأثم كما ادعوا عليها ؟؟ ثم كيف تأثم وهي الداعيه الإسلاميه الرشيدة والمجاهدة العتيدة
كانت رضي الله عنها تبكي من خوفها حتى تبل دموعها خمارها أذا ما ذكر الله , فكيف لمثلها أن يأتي ما اتهموها به؟!
وكفى بآيات الله واعظاً
شبهة الرافضة بأن عائشة تبغض علياً - رضي الله عنه - :
- وذكروا حديث البخاري – باب مرض النبي ووفاته - :" لما ثقل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واشتد به وجعه خرج وهو بين رجلين تخط رجلاه في الأرض – بين عباس بن عبد المطلب – ورجل آخر – قال الراوي وهو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود – هل تعرف من الرجل الذي لم تسم عائشة هو علي بن أبي طالب "
- الرد :
- إن ما ذكره أهل الفتنة والهوى حول موقف عائشة أم المؤمنين من صهرها عليّ ، رضي الله عنهما ، لا يصح منه شيء ، ولا يقره عاقل ، ولاسيما أن الصحيح من الأخبار يدل على عظيم التقدير والاحترام الذي كانت تكنّه لعليّ وأبنائه رضي الله عنهم أجمعين .
- كما أخرج أخرج ابن أبي شيبة ، أن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، :سأل عائشة من يبايع ؟ فقالت له : إلزم عليّاً.
فهل يعقل بعد هذا أن تخرج عليه وتحاربه ؟! ثمّ تعمد إلى إنكار فضله وفضائله كما زعم المغرضون ؟!
- علاقتها بعلي بن أبي طالب ـ كما سنرى ـ مبنية على المودة والاحترام والتقدير المتبادل ، فعليّ أعرف الناس بمقام السيدة عائشة ، ومنزلتها في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقلوب المسلمين ، كما كانت هي الأخرى تعرف لعليّ سابقته في الإسلام ، وفضله وجهاده ، وتضحياته ، ومصاهرته للنبيصلى الله عليه وسلم .
- وقد روت عدداً من الأحاديث في فضائل عليّ وأهل البيت رضي الله عنهم ، ذكرها أئمة الحديث بأسانيدها ، وهي تدل دلالة واضحة على عظيم احترامها وتقديرها لأمير المؤمنين عليّ وأهل البيت رضي الله عنهم أجمعين .
- وقد روت السيدة عائشة مناقب أهل البيت التي تعتبر شامة في مناقب الإمام عليّ ، رضي الله عنه .
- من ذلك ما أخرجه مسلم ، عن عائشة ، رضي الله عنها قالت : "خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرطٌ مرحّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ، ثم جاء عليّ فأدخله ، ثم قال : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }.
قلت : والذي أدين الله به أنه لا يصح حديث الكساء إلا من طريق عائشة – رضي الله عنها – فقط ، فكيف يدعي من كان له أدنى ذرة عقل أو دين أن يتهمها بنصب العداء لعلي رضي الله عنه .
ولما بويع عليّ ، رضي الله عنه خليفة للمسلمين ، لم يتغير موقفها منه ولا حملت في قلبها عليه ، وهي التي كانت تدعو إلى بيعته كما رأينا . وكانت تعرف مكانته العلمية والفقهيـة ، لذلك عندما سألها شريح بن هانىء عن المسح على الخفّين ، قالت له : عليك بابن أبي طالب فسله فإنه كان يسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ذكر الحافظ ( ابن حجر ) في فتح الباري قول المهلب : إن أحدا لم ينقل إن عائشة ومن معها نازعوا عليّاً في الخلافة ، ولا دعوا إلى أحد منهم ليولوه الخلافة .
-- ياسر الخبيث --
تذبل غصون الطيب في وحل الأشرار
والــشــرك يــدفـــق فـــــي زمــنّـــا صـمـيـلــه
ذولا جـــنــــود ايـــــــران جـــلاّبــــت الــــعــــار
والــلـــي مــشـــى بـــالإفـــك ربــــــي يــزيــلــه
ســـب الصـحـابـة عـــن الأشـــرار تـذكــار
والــلــي عــمـــاه ابـيــلــس ضــيّـــع دلـيــلــه
دون أمــنـــا بــتـــروح أعــمـــار وأعـــمـــار
أم الــعــفـــاف أم الـــشــــرف والـفـضــيــلــه
يــاســر تـسـلـسـل مــــن ســــلالات فــجّــار
قـــوم ٍ تـطــوف الـقـبـر فـــي كــــل لـيـلــه
قـــــوم تــمـــادت بــالـــردى كــنــهــا الـــفـــار
تـمـشـي عـلــى دروب الـعـفـن والـرذيـلــة
خـــوارج ٍ عـنــده هـــدف تــهــدم الــــدار
ســــب الـصـحـابــة يـالــروافــض فـشـيـلــه
يــاهــل الـقــبــور مـمّــجــدت كـــــل ثــرثـــار
يــالـــلـــي جــلــبــتــوا لــلــعــلـــوم الــدخــيــلـــه
كـيــف الــعــراق بـغـدركــم صــــار مـنـهــار
وجــيــش الـنـصــارى مـاتـنـاسـى عـمـيـلـه
للشاعر : تركي الجساس