في صحراء الحجاز،أذّن نبيّنا إبراهيمُ في الناس بالحج. ثم رَحل
تاركاً صغيره إسماعيل وأمه ..
يا أمّ إسماعيل! لا تعجبي من أمر الله ..
فطفلك هُنا لأنه يحمل في أطوائه وديعةَ القدر , وهديّةَ السماء إلى
الأرض الظامئة إلى النور..
فمِن نسله يُبعَث الرسول الخاتم , الذي يُبارك الله به العالم ..
فلا تعجبي يا أُمّاه .. ولا تعجلي, فلن يُضيّعكما الله ..
وظمِئ إسماعيل.. وظمئت أمُّه مرّتين!.
وسعتْ الأم سبعة أشواط.. وثبتتْ قدم الطفل في طريق القدر..
ومن تحت قدم الصّغير تفجّر الماء العذب الطّهور! فارتوى إسماعيل ،
وظمِئنا !.
يا عجباً !كيف سرى ظمأ الصغير عبرَ العصور, حتى سكن الوجدان ؟!
وكيف دَوى صوت الأذان في الآفاق والدّهور, حتى مَلأ الآذان ..
وكان صداه " لبيّك اللهمّ.. لبيك " !
طالَ النوى فدعِ الهوى يتكلّمُ ***
ودعِ الفـؤادَ بحبّهِ يترنّمُ
فعساهُ يسلو بالحُداءِ ، فإنه *** قد شاقَه البيتُ العتيقُ وزَمزمُ
يا أهل وادٍ غيرِ ذي زرعٍ نما ***كيف الورى قطفوا الحضارة منكمُ؟!
يا مهجةً تهوي إلى أُمِّ القرى *** أَرُزقتِ نُعمى الحبِّ إلا
فيهمُ؟!
فترابهمْ كُحلٌ لعينِ مُحِبّهمْ *** وسناؤُهمْ، هل يستعادُ سناهمُ ؟!
من ذا يردُّ إلى البصائرِ نورَها ***أقميصُ يوسفَ أم حديثٌ عنهمُ؟!
يا نَسمةً عبرتْ بروضِ أحبتي *** قولي لهمْ: عَتَبُ الأحبةِ مُؤلم ُ
قولي لهمْ: ما حلَّ قلبيَ غيرُهم*** أوَ غيرَهم يهوى ويرضى المسلمُ
؟!
إني وملياراً هنا نقفو سنا *** منهاجِهمْ أبداً .. و إناّ منهمُ
في كل عامٍ أرتجي لُقيـاهمُ *** فأقولها :"يا ركبَ طيبةَ سلّموا "!
***
أطلقيني
يا مدينة