هـل أنتِ مُوظَّفـةٌ في المُنتــدى ...؟!!
سـؤالٌ وُجِّـهَ إليَّ مِن إحـدى الأخواتِ بالمُنتـدى .. وأحببتُ أنْ أُجيبَها عليه هُنا ..
فأقـولُ : نعم ، أنا مُوظَّفـةٌ في المُنتـدى ، بل وأتقاضَى راتبًا أيضًا ، وراتبي ليس بالقليل ، وكم سَـدَّ كثيرًا مِن احتياجاتي ، وساعدني على شِراءِ أشياء لم أكُنْ لأشتريَها بغيـره .
ولستُ وحـدى المُوظَّفـةَ بالمُنتـدى ، بل هُناك مُوظَّفاتٌ كثيراتٌ يعملن معي ، ويتقاضينَ مِثلَ راتبي ، ورُبَّما أكثر .
ورغم أنَّ وظيفتَنا تأخـذُ أحيانًا كثيرًا مِن وقتِنا ، إلَّا أَنَّنا نشعرُ بالسعادةِ ونحنُ نُمارِسُها ؛ لأنَّنا نُحِبُّها ، وما التحقنا بها إلَّا لمكانتِها العالية ، وراتِبها المُرتفِع ، ومِيزاتِها التي قـد لا تتوفَّـرُ في وظائفَ كثيرةٍ غيرِها .
لعلَّكِ إنْ عرفتِ تلك الوظيفةَ تاقت نفسُكِ لها ، ورغبتِ أنْ لو عمِلتِ بها ، وتقاضيتِ راتبًا كرواتِبِنا .
ووظيفتي لا تعتمِدُ على العمل الفرديِّ ، بل إنَّ عملنا جماعِيٌّ فيه مِن التعاونِ والمُشاركةِ ما قـد يخفَى عليكِ .
فأنا وباقي مُوظَّفاتِ المُنتـدى يَــدٌ واحِــدة ، وغايتُنا واحِــدة .
قـد تتساءلين : ما طبيعـةُ عملِكِ ..؟!
سأُخبِـرُكِ .. :
أنا أتجوَّلُ في المُنتـدى ، وأتنقَّلُ بين أقسامِـه ، لا أدخلُ كُلَّ الأقسام ، لكنِّي أدخلُ بعضَها ( وهـذا حسب اهتماماتي ) ، وأقـرأُ ما يُعجِبُني مِن مواضيع تجذِبُني عناوينُها ومُحتواها ، ورُبَّما أنجـذِبُ أكثرَ للمواضيع التي تكتبُها العُضوةُ بقلمِها أو تنقِلُها مِن مواقع وكُتبٍ موثوقة .
وأثناءَ مروري بالمُنتـدى ، قـد أرى بعضَ الأخطاءِ الشرعية أو المواضيع المُخالِفة لضوابطِ المُنتـدى ، فأُنَبِّـهُ عليها ، وأُبلِّغُ الإدارةَ عنها .. وقـد أرى مَن تحتاجُ للنُّصحِ فأنصحُها ، أو للتوجيهِ فأُوجِّهُها .
أمَّا عن الاستجابةِ ، فليس الكُلُّ يستجيب .. بل هُناكَ مَن تقبلُ النُّصح والتوجيه وتشكرني أو تدعوا لي ، وإنْ كُنتُ لا أُحِبُّ ذلكَ إلَّا بظهر الغيب .. وهُناكَ مَن تتضايقُ أو تغضبُ مِن كلامي ، مع أَنِّي لا أُريدُ لها إلَّا الخير ... ومع ذلك ، فلا يُثنيني هـذا عن مهمَّتي .
كما أَنِّي أكتبُ مواضيعَ بقلمي ، وأُضيفُها بالأقسامِ المُناسبةِ لها .
وأُرَحِّبُ بالعُضوات الجديـدات بالمُنتـدى .. فرُبَّ ترحيبٍ شجَّعها على الإقامةِ في المُنتـدى ، والتَّمَيُّـزِ فيه ، والارتقاءِ بقلمِها وبكتاباتِها .. ولا أستخدِمُ في ذلك صُورًا لذواتِ الأرواح ، أو صُورًا كرتونية ، حتى لا آثَمَ بذلك .
لا أمـزحُ بالكَـذِب ، ولا أنقِلُ إلَّا ما أعلمُ مصـدَرَه ، وأثِقُ بقائِلِه .
فعملي داخل المُنتـدى يتلخَّصُ في : موضوع ... رَدَّ ... مُشاركـة ... نصيحـة ... موعِظـة ... ترحيب ... توجيـه ... تقديم مُساعـدة .
يعني : دعـوة إلى اللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ .
وراتبي الذي أخبرتُكِ عنه في أولِ كلامي : هو راحتي النفسية ، وفرحتي حين أرى غيري يستفيدُ من كتاباتي أو نُقولاتي ، وشعوري أنَّ وجودي بالمُنتـدى له قيمة .
لا أنتظرُ شُكرًا ولا ثناءًا ولا مُكافأةً مِن أحـد .
كُلُّ ما أُريـدُهُ نفـعَ غيـري ، وإعانتُهم على طاعـةِ اللهِ عَزَّ وَجلَّ ، والأهم مِن ذلك أن يكتبَ اللهُ لي أجـرَ الدعـوةِ إليه .
قـد يستثقِلُني البعض ، أو يرى شيئًا مِن القسوةِ والجفاءِ في ردودي وكلماتي ، لكنَّ هـذه الرؤيةَ خاطِئة ، ومُجرَّد توهُّمات . فليس بيني وبين واحـدةٍ مِن العُضواتِ عـداوة .. كُلُّ ما في الأمـر أَنِّي أُحِبُّهُنَّ في الله ، وأُريـدُ لَهُنَّ الخيـرَ والتوفيق ، لذا فأنا أُقـدِّمُ لَهُنَّ النصيحةَ التي أُقـدِّمُها لنفسي أولاً ، بل إنِّي أقبلُ أىَّ نقـدٍ بنَّاءٍ يُوَجَّـهُ إليَّ دون تجريح .
ونُصحي وتوجيهي ومروري بالمواضيع لا يعني أَنِّي أرى نفسي أفضلَ مِن أحـد ، بل أنا أحْقَـرُ مِن ذلك ، ولا يعني أيضًا أَنِّي مديرةُ المُنتـدى أو واحِـدةٌ مِن مُشرفاتِه ، بل أنا عُضوةٌ عادِيَّةٌ أُحاوِلُ قَـدْرَ الإمكانِ أنْ أُؤدِّيَ عملي بإتقان ؛ لأنَّي مُحاسَبةٌ عليه أمام اللهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وقـد التحقتُ بهـذه الوظيفةِ لأنَّي أحببتُها ، وأحببتُ هـذا المكانَ الذي أعملُ فيه .
وجَـزَى اللهُ مَن دَلَّني عليهِ خيـرَ الجَـزاء
قـد يكونُ في سؤالِكِ شئٌ مِن السُّخريةِ مِنِّي أو الاستهزاءِ بطبيعةِ عملي ، لكنَّ هـذا لا يَهُمُّني ؛ لأنَّي لا أطلبُ رِضاكِ ، لكنِّي أطلبُ رِضا رَبِّي سُبحانَه وتعالى .
وأتساءلُ مُتعجِّبةً :ما الذي دعاكِ للتسجيلِ بالمُنتـدى ..؟! وهل حَـدَّدتِ لنفسِكِ هدفًا مُعينًا ترغبينَ في تحقيقهِ أثناءَ وجودِكِ بهـذا المكان ..؟!
والحقيقةُ التي تُؤلِمُني أَنِّي أرى بعضَ العُضواتِ بالمُنتـدى لا هـدفَ واضِحَ لَهُنَّ سِوَى الدردشةِ ونقل المواضيع الخاليةِ مِن الفائـدة .
فلِمَ لا تُحَـدِّدي هدفَـكِ _ يا أُختاهُ _ مِن دخـول المُنتـدى ..؟!
لِمَ تُضَيِّعين كثيرًا مِن وقتِكِ في قِـراءةِ مواضيع هيَ _ برأيي _ تافِهَـة ، ولا تحـوي ولو فائـدةً واحـدة ..؟!
ليس كُلُّ ما نراهُ أو نقرؤهُ في المواقع والمُنتديات يستحِقُّ النقل ، أو حتى مُجرَّد الاهتمام .
ألَا تعلمين _ يا أُختي _ أنَّكِ مُحاسَبةٌ على هـذا الوقتِ الذي تقضينَه أمام الانترنت ، وفي داخل المُنتـدى ..؟! فلِمَ لا تجعلينَه في طاعةِ اللهِ ..؟! لِمَ لا تقضينَه فيما ينفعُـكِ في دُنياكِ وآخرتِكِ ..؟! (( لا تزولُ قـدما عبـدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن عُمره فيم أفناه ، وعن عِلمه فيم فعل ، وعن ماله مِن أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه )) رواه الترمذيُّ وصحَّحه الألبانيّ .
لِمَ تُكثرين مِن المُجاملاتِ والمُحادثاتِ الشخصية ..؟!
أنسيتِ أنَّ هـذا مُنتـدىً إسلاميٌّ ..؟!
أتظُنِّين أنْ ما تكتبينَه بالمُنتـدى لا يراهُ إلَّا أنتِ وبقيَّة عُضواتِ المُنتـدى ..؟!
أنسيتِ أنَّ المُنتـدى يدخلُه كثيرٌ مِن الإخـوةِ والأخـواتِ مِن غير المُنتسبين له ، ويرون ردودكِ ومشاركاتِك ..؟!
احمـدي اللهَ عَزَّ وجَلَّ الذي دَلَّكِ على هـذا المكان الآمِن ؛ الذي تجدين فيه أخواتٍ يُحببنَكِ في اللهِ ، ويَكُنَّ عونًا لكِ على طاعتِه .. فكم مِن أُناسٍ تاهوا وضلُّوا الطريق ، ولم يجـدوا مَن يُعينُهم أو يأخُـذُ بأيديهم إلى الطريق المُستقيم !
ألَا تعلمينَ أَنَّكِ مُحاسَبةٌ على كُلِّ ما تَخُطُّهُ يـدُكِ أو تنقلينَه مِن كلمات ..؟!
كُلُّ كلمةٍ _ بل كُلُّ حـرفٍ _ يُكتَبُ إمَّا في ميزان حسناتِكِ أو سيئاتِك .
قـد تقولين : لا أستطيعُ الكِنابةَ بقلمي .
فأقـولُ لكِ : اكتُبي ولو كلماتٍ قليلةً ، تُوصلين بها نصيحةً أو موعظةً لأخواتِك ، فالعِبـرةُ ليست بكثرة الكلمات ، أو بطُول المواضيع ، ولكنْ بقُدرتِها على إيصالِ الرسالة ، وبلوغ اهَـدف .
وإنْ لم يكن عندكِ ما تكتبينَه ، فانقلي الكلامَ الطيب النافِع عن مشايخِنا ، وغيرِهم مِن الثِّقات .
جرِّبي أنْ تسمعي شريطًا لأحـد المشايخ ، وتقومي بتفريغِه أو تفريغِ جُـزءٍ مُهِمٍّ منه ، ثم انقليه للمُنتـدى ؛ ليستفيدَ منه الأخـوات ، ويكونَ في ميزان حسناتِكِ بإذن الله .
وإنْ لم تستطيعي فِعلَ شئٍ مِن ذلك ، أو لم يكن عندكِ مِن الوقتِ ما يكفي ، فلتكتفي بقـراءةِ المواضيع ، والاستفادةِ منها ، وإثرائِها بالردودِ النافعة .
وإنْ كانت عندكِ موهبةُ التصميم ، فلتقومي بعمل تصاميم دعويَّـة ، وتُضيفينها بالقِسم الخاص بها ، ولتعملي على تنميةِ موهبتِكِ بالبحثِ والإطِّلاعِ على المواضيع المُتعلِّقةِ بذلك .. وإنْ كُنتِ مُتقدِّمَـةً في هـذا المجال ، فلتقومي بعمل دورةٍ للعضواتِ لتعليمِهِنَّ ما تعلَّمتِ ، بالاتِّفاقِ مع مُشرفةِ القِسم .
ولا تنسي أنْ تُبلِّغي عن المُشاركاتِ والمواضيع والأسماءِ والتواقيعِ والصُور المُخالِفةِ ، بالضغطِ على هـذه العلامـة ، وكذلك نصيحـة الأخـواتِ وتنبيههنَّ إلى أخطائِهِنَّ .
فكم يُؤلِمُني ما أرى مِن ردودٍ للأخواتِ على مواضيع خاليةٍ من الفائـدةِ ، ورُبَّما تحوي مُخالَفاتٍ أو كَـذِبًا أو مِزاحًا بالكَـذِبِ دون تنبيـه .
ورغم ما قـد يعتريني مِن هُمومٍ وآلامٍ وأحـزانٍ ، إلَّا أنَّ هـذا لا يُعيقُني عن وظيفتي .. فرُبَّ كلمةٍ كتبتُها في تلكَ الظروف انتفع بها غيـري .. ولعلَّ الكلمةَ التي تُنجِّيني مِن النار لم أكتبها ولم أنطِق بها بعـد .
والوظائِفُ أمامي كثيرة ، لكنِّي اخترتُ هـذه الوظيفةَ بالذات ، وفضَّلتُها على غيرها ؛ لأنَّ راتِبَها أعلَى ، وأجرَها أكبر بإذن الله .
وأقـولُ للجميـع : سأستمِرُ في عملي ووظيفتي بإذن الله ، ولن يستطيعَ أحـدٌ إقصائي عنها .
لا أُجامِلُ أحـدًا في ردودي ، فلا مُجاملَةَ في الدين .
وأسألُ اللهَ جَلَّ وعَلا أنْ يجعلَ عملي له خالِصًا ، وأنْ يتقبَّلَه مِنِّي و يُثيبني عليه .
وبعـد أنْ أجبتُـكِ على سـؤالِكِ ، أجيبيني على سُؤالَيَّ :
ما رأيُـكِ بهـذه الوظيفـة ..؟!
و هل تقبلين العمـلَ بها أم أَنَّها لا تُناسِبُـكِ ..؟!
وأتمنى مِن باقي زميلاتي المُوظَّفات _ اللاتي يعملنَ معي بالمُنتـدى _ أنْ يُفصحنَ عن شخصياتِهِنَّ ، وأنْ يُوضِّحنَ طبيعـةَ عملِهِنَّ .
ومَن أرادت الالتحاقَ بهـذه الوظيفـةِ ، فـ حيَّاها الله .. ولتنتظـر أجـرًا عظيمًا _ بإذن الله _ منه سُبحانـه وتعالى .
سـؤالٌ وُجِّـهَ إليَّ مِن إحـدى الأخواتِ بالمُنتـدى .. وأحببتُ أنْ أُجيبَها عليه هُنا ..
فأقـولُ : نعم ، أنا مُوظَّفـةٌ في المُنتـدى ، بل وأتقاضَى راتبًا أيضًا ، وراتبي ليس بالقليل ، وكم سَـدَّ كثيرًا مِن احتياجاتي ، وساعدني على شِراءِ أشياء لم أكُنْ لأشتريَها بغيـره .
ولستُ وحـدى المُوظَّفـةَ بالمُنتـدى ، بل هُناك مُوظَّفاتٌ كثيراتٌ يعملن معي ، ويتقاضينَ مِثلَ راتبي ، ورُبَّما أكثر .
ورغم أنَّ وظيفتَنا تأخـذُ أحيانًا كثيرًا مِن وقتِنا ، إلَّا أَنَّنا نشعرُ بالسعادةِ ونحنُ نُمارِسُها ؛ لأنَّنا نُحِبُّها ، وما التحقنا بها إلَّا لمكانتِها العالية ، وراتِبها المُرتفِع ، ومِيزاتِها التي قـد لا تتوفَّـرُ في وظائفَ كثيرةٍ غيرِها .
لعلَّكِ إنْ عرفتِ تلك الوظيفةَ تاقت نفسُكِ لها ، ورغبتِ أنْ لو عمِلتِ بها ، وتقاضيتِ راتبًا كرواتِبِنا .
ووظيفتي لا تعتمِدُ على العمل الفرديِّ ، بل إنَّ عملنا جماعِيٌّ فيه مِن التعاونِ والمُشاركةِ ما قـد يخفَى عليكِ .
فأنا وباقي مُوظَّفاتِ المُنتـدى يَــدٌ واحِــدة ، وغايتُنا واحِــدة .
قـد تتساءلين : ما طبيعـةُ عملِكِ ..؟!
سأُخبِـرُكِ .. :
أنا أتجوَّلُ في المُنتـدى ، وأتنقَّلُ بين أقسامِـه ، لا أدخلُ كُلَّ الأقسام ، لكنِّي أدخلُ بعضَها ( وهـذا حسب اهتماماتي ) ، وأقـرأُ ما يُعجِبُني مِن مواضيع تجذِبُني عناوينُها ومُحتواها ، ورُبَّما أنجـذِبُ أكثرَ للمواضيع التي تكتبُها العُضوةُ بقلمِها أو تنقِلُها مِن مواقع وكُتبٍ موثوقة .
وأثناءَ مروري بالمُنتـدى ، قـد أرى بعضَ الأخطاءِ الشرعية أو المواضيع المُخالِفة لضوابطِ المُنتـدى ، فأُنَبِّـهُ عليها ، وأُبلِّغُ الإدارةَ عنها .. وقـد أرى مَن تحتاجُ للنُّصحِ فأنصحُها ، أو للتوجيهِ فأُوجِّهُها .
أمَّا عن الاستجابةِ ، فليس الكُلُّ يستجيب .. بل هُناكَ مَن تقبلُ النُّصح والتوجيه وتشكرني أو تدعوا لي ، وإنْ كُنتُ لا أُحِبُّ ذلكَ إلَّا بظهر الغيب .. وهُناكَ مَن تتضايقُ أو تغضبُ مِن كلامي ، مع أَنِّي لا أُريدُ لها إلَّا الخير ... ومع ذلك ، فلا يُثنيني هـذا عن مهمَّتي .
كما أَنِّي أكتبُ مواضيعَ بقلمي ، وأُضيفُها بالأقسامِ المُناسبةِ لها .
وأُرَحِّبُ بالعُضوات الجديـدات بالمُنتـدى .. فرُبَّ ترحيبٍ شجَّعها على الإقامةِ في المُنتـدى ، والتَّمَيُّـزِ فيه ، والارتقاءِ بقلمِها وبكتاباتِها .. ولا أستخدِمُ في ذلك صُورًا لذواتِ الأرواح ، أو صُورًا كرتونية ، حتى لا آثَمَ بذلك .
لا أمـزحُ بالكَـذِب ، ولا أنقِلُ إلَّا ما أعلمُ مصـدَرَه ، وأثِقُ بقائِلِه .
فعملي داخل المُنتـدى يتلخَّصُ في : موضوع ... رَدَّ ... مُشاركـة ... نصيحـة ... موعِظـة ... ترحيب ... توجيـه ... تقديم مُساعـدة .
يعني : دعـوة إلى اللهِ عَـزَّ وَجَـلَّ .
وراتبي الذي أخبرتُكِ عنه في أولِ كلامي : هو راحتي النفسية ، وفرحتي حين أرى غيري يستفيدُ من كتاباتي أو نُقولاتي ، وشعوري أنَّ وجودي بالمُنتـدى له قيمة .
لا أنتظرُ شُكرًا ولا ثناءًا ولا مُكافأةً مِن أحـد .
كُلُّ ما أُريـدُهُ نفـعَ غيـري ، وإعانتُهم على طاعـةِ اللهِ عَزَّ وَجلَّ ، والأهم مِن ذلك أن يكتبَ اللهُ لي أجـرَ الدعـوةِ إليه .
قـد يستثقِلُني البعض ، أو يرى شيئًا مِن القسوةِ والجفاءِ في ردودي وكلماتي ، لكنَّ هـذه الرؤيةَ خاطِئة ، ومُجرَّد توهُّمات . فليس بيني وبين واحـدةٍ مِن العُضواتِ عـداوة .. كُلُّ ما في الأمـر أَنِّي أُحِبُّهُنَّ في الله ، وأُريـدُ لَهُنَّ الخيـرَ والتوفيق ، لذا فأنا أُقـدِّمُ لَهُنَّ النصيحةَ التي أُقـدِّمُها لنفسي أولاً ، بل إنِّي أقبلُ أىَّ نقـدٍ بنَّاءٍ يُوَجَّـهُ إليَّ دون تجريح .
ونُصحي وتوجيهي ومروري بالمواضيع لا يعني أَنِّي أرى نفسي أفضلَ مِن أحـد ، بل أنا أحْقَـرُ مِن ذلك ، ولا يعني أيضًا أَنِّي مديرةُ المُنتـدى أو واحِـدةٌ مِن مُشرفاتِه ، بل أنا عُضوةٌ عادِيَّةٌ أُحاوِلُ قَـدْرَ الإمكانِ أنْ أُؤدِّيَ عملي بإتقان ؛ لأنَّي مُحاسَبةٌ عليه أمام اللهِ عَزَّ وَجَلَّ .
وقـد التحقتُ بهـذه الوظيفةِ لأنَّي أحببتُها ، وأحببتُ هـذا المكانَ الذي أعملُ فيه .
وجَـزَى اللهُ مَن دَلَّني عليهِ خيـرَ الجَـزاء
قـد يكونُ في سؤالِكِ شئٌ مِن السُّخريةِ مِنِّي أو الاستهزاءِ بطبيعةِ عملي ، لكنَّ هـذا لا يَهُمُّني ؛ لأنَّي لا أطلبُ رِضاكِ ، لكنِّي أطلبُ رِضا رَبِّي سُبحانَه وتعالى .
وأتساءلُ مُتعجِّبةً :ما الذي دعاكِ للتسجيلِ بالمُنتـدى ..؟! وهل حَـدَّدتِ لنفسِكِ هدفًا مُعينًا ترغبينَ في تحقيقهِ أثناءَ وجودِكِ بهـذا المكان ..؟!
والحقيقةُ التي تُؤلِمُني أَنِّي أرى بعضَ العُضواتِ بالمُنتـدى لا هـدفَ واضِحَ لَهُنَّ سِوَى الدردشةِ ونقل المواضيع الخاليةِ مِن الفائـدة .
فلِمَ لا تُحَـدِّدي هدفَـكِ _ يا أُختاهُ _ مِن دخـول المُنتـدى ..؟!
لِمَ تُضَيِّعين كثيرًا مِن وقتِكِ في قِـراءةِ مواضيع هيَ _ برأيي _ تافِهَـة ، ولا تحـوي ولو فائـدةً واحـدة ..؟!
ليس كُلُّ ما نراهُ أو نقرؤهُ في المواقع والمُنتديات يستحِقُّ النقل ، أو حتى مُجرَّد الاهتمام .
ألَا تعلمين _ يا أُختي _ أنَّكِ مُحاسَبةٌ على هـذا الوقتِ الذي تقضينَه أمام الانترنت ، وفي داخل المُنتـدى ..؟! فلِمَ لا تجعلينَه في طاعةِ اللهِ ..؟! لِمَ لا تقضينَه فيما ينفعُـكِ في دُنياكِ وآخرتِكِ ..؟! (( لا تزولُ قـدما عبـدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن عُمره فيم أفناه ، وعن عِلمه فيم فعل ، وعن ماله مِن أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه )) رواه الترمذيُّ وصحَّحه الألبانيّ .
لِمَ تُكثرين مِن المُجاملاتِ والمُحادثاتِ الشخصية ..؟!
أنسيتِ أنَّ هـذا مُنتـدىً إسلاميٌّ ..؟!
أتظُنِّين أنْ ما تكتبينَه بالمُنتـدى لا يراهُ إلَّا أنتِ وبقيَّة عُضواتِ المُنتـدى ..؟!
أنسيتِ أنَّ المُنتـدى يدخلُه كثيرٌ مِن الإخـوةِ والأخـواتِ مِن غير المُنتسبين له ، ويرون ردودكِ ومشاركاتِك ..؟!
احمـدي اللهَ عَزَّ وجَلَّ الذي دَلَّكِ على هـذا المكان الآمِن ؛ الذي تجدين فيه أخواتٍ يُحببنَكِ في اللهِ ، ويَكُنَّ عونًا لكِ على طاعتِه .. فكم مِن أُناسٍ تاهوا وضلُّوا الطريق ، ولم يجـدوا مَن يُعينُهم أو يأخُـذُ بأيديهم إلى الطريق المُستقيم !
ألَا تعلمينَ أَنَّكِ مُحاسَبةٌ على كُلِّ ما تَخُطُّهُ يـدُكِ أو تنقلينَه مِن كلمات ..؟!
كُلُّ كلمةٍ _ بل كُلُّ حـرفٍ _ يُكتَبُ إمَّا في ميزان حسناتِكِ أو سيئاتِك .
قـد تقولين : لا أستطيعُ الكِنابةَ بقلمي .
فأقـولُ لكِ : اكتُبي ولو كلماتٍ قليلةً ، تُوصلين بها نصيحةً أو موعظةً لأخواتِك ، فالعِبـرةُ ليست بكثرة الكلمات ، أو بطُول المواضيع ، ولكنْ بقُدرتِها على إيصالِ الرسالة ، وبلوغ اهَـدف .
وإنْ لم يكن عندكِ ما تكتبينَه ، فانقلي الكلامَ الطيب النافِع عن مشايخِنا ، وغيرِهم مِن الثِّقات .
جرِّبي أنْ تسمعي شريطًا لأحـد المشايخ ، وتقومي بتفريغِه أو تفريغِ جُـزءٍ مُهِمٍّ منه ، ثم انقليه للمُنتـدى ؛ ليستفيدَ منه الأخـوات ، ويكونَ في ميزان حسناتِكِ بإذن الله .
وإنْ لم تستطيعي فِعلَ شئٍ مِن ذلك ، أو لم يكن عندكِ مِن الوقتِ ما يكفي ، فلتكتفي بقـراءةِ المواضيع ، والاستفادةِ منها ، وإثرائِها بالردودِ النافعة .
وإنْ كانت عندكِ موهبةُ التصميم ، فلتقومي بعمل تصاميم دعويَّـة ، وتُضيفينها بالقِسم الخاص بها ، ولتعملي على تنميةِ موهبتِكِ بالبحثِ والإطِّلاعِ على المواضيع المُتعلِّقةِ بذلك .. وإنْ كُنتِ مُتقدِّمَـةً في هـذا المجال ، فلتقومي بعمل دورةٍ للعضواتِ لتعليمِهِنَّ ما تعلَّمتِ ، بالاتِّفاقِ مع مُشرفةِ القِسم .
ولا تنسي أنْ تُبلِّغي عن المُشاركاتِ والمواضيع والأسماءِ والتواقيعِ والصُور المُخالِفةِ ، بالضغطِ على هـذه العلامـة ، وكذلك نصيحـة الأخـواتِ وتنبيههنَّ إلى أخطائِهِنَّ .
فكم يُؤلِمُني ما أرى مِن ردودٍ للأخواتِ على مواضيع خاليةٍ من الفائـدةِ ، ورُبَّما تحوي مُخالَفاتٍ أو كَـذِبًا أو مِزاحًا بالكَـذِبِ دون تنبيـه .
ورغم ما قـد يعتريني مِن هُمومٍ وآلامٍ وأحـزانٍ ، إلَّا أنَّ هـذا لا يُعيقُني عن وظيفتي .. فرُبَّ كلمةٍ كتبتُها في تلكَ الظروف انتفع بها غيـري .. ولعلَّ الكلمةَ التي تُنجِّيني مِن النار لم أكتبها ولم أنطِق بها بعـد .
والوظائِفُ أمامي كثيرة ، لكنِّي اخترتُ هـذه الوظيفةَ بالذات ، وفضَّلتُها على غيرها ؛ لأنَّ راتِبَها أعلَى ، وأجرَها أكبر بإذن الله .
وأقـولُ للجميـع : سأستمِرُ في عملي ووظيفتي بإذن الله ، ولن يستطيعَ أحـدٌ إقصائي عنها .
لا أُجامِلُ أحـدًا في ردودي ، فلا مُجاملَةَ في الدين .
وأسألُ اللهَ جَلَّ وعَلا أنْ يجعلَ عملي له خالِصًا ، وأنْ يتقبَّلَه مِنِّي و يُثيبني عليه .
وبعـد أنْ أجبتُـكِ على سـؤالِكِ ، أجيبيني على سُؤالَيَّ :
ما رأيُـكِ بهـذه الوظيفـة ..؟!
و هل تقبلين العمـلَ بها أم أَنَّها لا تُناسِبُـكِ ..؟!
وأتمنى مِن باقي زميلاتي المُوظَّفات _ اللاتي يعملنَ معي بالمُنتـدى _ أنْ يُفصحنَ عن شخصياتِهِنَّ ، وأنْ يُوضِّحنَ طبيعـةَ عملِهِنَّ .
ومَن أرادت الالتحاقَ بهـذه الوظيفـةِ ، فـ حيَّاها الله .. ولتنتظـر أجـرًا عظيمًا _ بإذن الله _ منه سُبحانـه وتعالى .