رمضان ترفق ,,,
ماأجمل أن نهنئ أحبتنا ببلوغ هذا الشهر الكريم ,,,وأنعم بها من نعمة ,,,وأكرم به من فضل ,,,فكم من مؤمل لبلوغ هذا الشهر لم يبلغه ,,,فالحمد لله أولا وأخيرا ,,,, وهنيئا لنا جميعا هذا الفضل من الله ,,,أسأل الله أن يجعلنا جميعا من عتقائه في شهره ,,بمنه وفضله ,,,
إن رمضان فرصة عظيمة للسبق، انظروا إلى قصة الرجلين من بلي حينما قدما على النبي صلى الله عليه وسلم، والحديث عند أحمد: «عن طلحة بن عبيد الله: أن رجلين قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إسلامهما جميعًا، وكان أحدهما أشد اجتهادًا من صاحبه، فغزا المجتهد منهما فاستشهد ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي، قال طلحة: فرأيت فيما يرى النائم كأني عند باب الجنة إذا أنا بهما وقد خرج خارج من الجنة فأذن للذي تُوفي الآخر منهما ثم خرج فأذن للذي استشهد ثم رجعا إليَّ فقالا لي: راجع فإنه لم يأن لك بعد فأصبح طلحة يحدث به الناس فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من أي ذلك تعجبون، قالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد اجتهادًا ثم استشهد في سبيل الله ودخل هذا الجنة قبله، فقال: أليس قد مكث هذا بعده سنة . قالوا: بلى وأدرك رمضان فصامه . قالوا: بلى، وصلى كذا وكذا سجدة في السنة قالوا: بلى . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بينهما أبعد ما بين السماء والأرض».
تتلاحق الأيام وتتابع الساعات وتتوالى الثواني واللحظات في هذا الشهر الكريم ومع تتابعها وتسارعها تتسارع أنفاسنا وتلهث نفوسنا رغبة باقتناص تلك اللحظات الثمينة وكسب كل ثانية ودقيقة ,,,,وكأننا وكأنها في ميدان سباق ,,, فما أسرع انقضاء لحظاته وثوانيه ,,, وقلوب المؤمنين تنادي بشوق رمضان ترفق ,,, رمضان تمهل ,,, فما إن تحط رحالك حتى تستعد للرحيل وكأنك المسافر الغريب الذي استظل بظل شجرة في لهيب صحراء قاحلة ؟؟؟ يبدو أننا لم نكرم نزله ولم نقم بحقه ,,, عذرا رمضان ,,, فماهكذا كان يستقبلك السلف الصالح ..!!!!
رمضان نسمات الرحمة ,,,ونفحات الروحانية تهب علينا لتهدئ من أرواحنا اللاهثة خلف حطام الدنيا ,,,رمضان ,,,,رمضان ترفق ,,,قلوب العاشقين من وله تشقق ...لاتسارع بالرحيل ,,, فأنت الواحة التي تستظل بها نفوسنا من لهيب ذنوبنا ومعاصينا ,,,
رمضان ,,,دمعة في دعوة ,,,ودعوة في تلاوة ,,,وتلاوة في تدبر ,,, وتدبر في صلاة ,,,وصلاة في خشوع ,,,وخشوع في صوم ,,, وصوم في صبر ,,,وصبر في صدقة ,,,وصدقة في إحسان ,,,,فهل بعد هذا الفضل من فضل؟؟؟
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا ,,,,كما بلغنا هذا الشهر الكريم أن يتقبله منا وأن يجعلنا من عتقائه في هذا الشهر الفضيل ,,,كما أسأله أن يعيده علينا عاما من بعد عام ونحن نتقدم ولانتأخر ,,,مقبلين نحو الآخرة غير مدبرين ,,,
0
Share